بَوح الصُور

الخميس، 18 أغسطس 2011

الشَبَـاب وَ نِعمَـةُ الفَـرَاغ

السَلَـامُ عليكُم وَ رحمَـهُ اللهِ وَ بركَـاته
أَحبَتِي الكِرَمـ .. حَـياكم اللهُ جَميعَـاً

يُعتَبر وَقتُ الفَـرَاغ نِعمَـه جَلِيله تستَحِقُ الشُكر ، فَهُـو سَـانِحه مُنَـاسبه لِتجديد النَشاط وَ التروِيحـ عَن النفس وَ شحَـذ الهِمم لِذَّا عَلينَـا أَن نستَفيد مِـن وَقتِ الفَـرَاع فِيمَـا يُفِيد وَ ينفَعـ .

فَيَجب أَن يَكُـون وَقت الفَرَاغ بِمثَـابه تفكِير لـإستِحدَاث عَمل جَديد .. فَكُل إنسَـان يتصَـرف بِحـسب إمكَـانياتِه حَـيثُ نَجِـد أَن بعض النَـاس يستَغِـلون أَوقَـات فَرَاغِهـم بالنَوم وَ البَعض بالمُتعَـه وَ أخـرون يبحَـثون لـإكتِشَـاف مَـواهِبهم فِي كَـافه المجَـالَـات

ففي الحَديث الذَّي أخرجَـهُ الحَـاكِم وَ البيهَقِـي عَـن إبن عَـباسٍ رَضي الله عَنهمـا أَن النبي صَلى اللهُ عَليه وَ سلْم قَـال :
( إغتَنِم خَمسـاً قبل خَمس حَـياتكـ قَبل مَوتكـ وَ صِحتِكـ قَبل سَقِمكـ وَ فرَاغكـ قَبل شغلِكـ وَ شبابكـ قَبل هرَمِكـ وَ غِنَـاكـ قـبل فقرِكـ ) .

وَ عَن إبن عَباس رَضي اللهُ عَنهُمَـا قَـال : قَـال رَسول اللهِ صَلى الله عَليه وَسلم : ( نِعمَتَـان مَغبُون فِيهمَـا كَثير مِـن النَـاس الصِحـه وَ الفَرَاغ ) .

أَخرَجـهُ البُخَـاري

فالمَـرء لَـا يَكُـون فَـارِغَـاً حتى يَكُون صَحيحـ البَدن فَمن حَصل عَلى ذَّلِك فليحـرَص على أَن لَـا يغبن بأن يترُك شُكر اللهِ على مَـا أنعَـم عَليه ... فَمن شَكرَهُ فقد إمتثَل أَوامِـرهُـ وَ أجتنب نَواهِيه وَ مـن فَرط فَهـو المغبُـون . فَكُلنَـا يعَلم أَن الدُنيَـا مَزرَعـهُ الـأَخِـره فَمن إستعمَـل فَـرَاغَـهُ وَ صِحتَهُ فِي طَـاعهِ الله فَهُـو المَغبوط وَ مِـن إستخدمهَـا فِي مَعصيه الله فَهُـو المغبون .

وَ يعتَقِد البَعض أَن وَقت الفَراغ هُـو ذَلِك الوَقت الذي يفعَـل فِيه الفَرد مَـا يشَـاء وَ هَـذا مَفهُـوم خَـاطِي فَالطُرق وَ الـأَسَاليب التي يقضِي بِهَـا الـأَفرَاد وَ الجمَـاعَات أَوقَـات الفرَاغ تُعتَبر وَجهـاً مِن أَوجه الحَياه العَـامه فَهي تُؤثر عَلى سلَـامه الفَرد وَ المُجتمَع , وَ الخلود إلي الحَـياهِ الرَاكِـده أَو الـإنغِمَـاس فِي النشَـاطات الفَـاسِده فِي وَقـت الفَرَاغ يُأؤدي إلى إنحِطَـاط قـوى الفَرد وَ إلى إضطِرَاب الحَـياه وَ فسَـادِهَـا .

إنَّ وَقت الفَرَاع لَيس بِذَلك الوَقت القَـائم بِذَاتهِ ، المُتفَصـل عَـن وَقت العَمـل لَكنَهُ يُكَـوِن وِحـده لَـا تنفَصِـم عَن عُرَاهَـا مَع وَقت العمَـل .... فالحَـياه كُلهَـا بِمَـا فِيهَـا مِن عَمـل وَ فرَاغ وحـده لَـا تتجَـزأ ، وَ لَـا يُمكِـن أَن ننظُر إلى وَقت العَمـل وَ وقت الفَرَاغ كنَـاحِيتين مِن نَواحِـي الحَـياه مُنفَصلتين الوَاحِـده عَن الـأُخـرَى ، إذَّ أنهُمَـا يُؤثِـرَان بَعضَهُمَـا فِي الـأَخر تَـأَثُـرَاً مُتشَـابِك الـأَطرَاف مُتَصِـل الـأَسبَاب
وَ قُدرَه الفَرد عَلى العَمـل تتَـأثر بالكَيفِيه التي يقضِـي بِهَـا بِهَـا وَقت الفَرَاغ فَـإذَّا كَـان كَـان المُوظَف أَو التَـاجِـر أَو العَـامِـل مثلَـاً يقضِـي إجَـازتِه الـإسبوعِيه فِي إنحِـرَاف ، فَإننَـا لَـا شَك نتبين أَثَـر ذَّلِكـ عِندمَـا يَعُـود إلى عَملِـه حَيثُ نُلَـاحِط ضِعف إنتَاجِـه وَ سـوء تعَـاملَه مَع رُفقَـاء العَمـل .

فَالوقت فِي نظَر عُلمَـاء الـإجتِمَـاع يُمَثل الوِعَـاء الحَقيقي للعَمـل الـإجتِمَـاعِي ، وَ تَوافـر الوقت يَعنِـي قُدرَه وَ طَـاقه الـإنسَـان لـإستِغلَـالِه وَ إستِخدَامِـه فِي العَديد مِـن الـأَعمَـال وَ لكِـن المُشكِلَـه فِي هَـذا الوَقـت أَن الـإنسَـان فِيه حُـر لَـه إختِيَـار الطَرِيقَـه التي يَرَاهَـا مُنَاسِبه فِي قَضَـاء الوَقـت الـإضَـافِي الحُـر ، قَـد يُـواجِـه صُعـوبَـه بَالِغَـه فِي الـإختيَـار المُنَـاسِب لِقضَـاء وَقـت الفَـرَاغ .

وَ يُمَثل الشَباب الطَـاقه الفعَـاله المُنتجـه فِي الجَميعـ لِمَـا يتَـوفر لديهِم مِـن طَاقات وَ قُدرَات جسميه وَ نفسِيه وَ عَـاطِفيه لِذَلِك فَهُـم يُواجِهـون بِصـوره مُلِحَـه مُشكِله وَقـت الفرَاغ وَ الوقت الفَـائض ..


الـإشبَاع المُتعدِد لِحَـاجات الشَـباب فِـي أَوقَـات الفَـراغ :-

1- فِيمَـا يتعَـلق بالحَـاجـات الجِسميه :-

النشَـاط المُثمِـر فِي وَقت الفَرَاغ يَعمَـل عَلى إزَالـه التَـوترَات العَضليه وَ تنشيط الدَوره الدمَـويه ممَـا قَد ينشَـأ عن الجِلوس سَـاعات طَويله فِي العَمل أَو الدِرَاسه دُون حِـرَاك وَ تُعتبر الرِيَـاضَه ذات أَهميه كُبرَى فِي هَـذهِ الحَـاله مِـن حَيثُ كَـونهَـا فُرصَـه طيبه لِـإشبَاع هَذِه الحَـالـات .


2- فِيمَـا يتعَـلق بالحَـاجـات الـإجتِمَـاعيه :-

إن الفَرد قَـد يستمتِعـ بالنشَـاط الفَردي ، إلَـا أَنه قَـد يحصُـل على قَدر كَبير مِـن الرَاحـه النفسيه وَ المُتعَـه وَ المَـرحـ نتيجَـه وجُـوده بين أخـرين وَ العمـل مَعهـم وَ هُـو أَمـر طبيعِـي وَ كي تتحَـق الـأهدَاف الـإجتِمَـاعيه للشَباب ينبَغِـي لَهُم أَن يتعَـلمـوا عَن طريق الخِبره كيفِيه التعَـامُل بِنجـاح مَ‘ الـأَخرين .
وَ يُمكِـن أَن يَكـون لِوقت الفَـراغ أَهميه فِي النِمـو الـإجتِمَـاعي فَعِـند مُمَـارسه بعض الهِـوايَـات يُمكِـن أَن يجتَمِع الشَباب فِي الَـأندِيه وَ المُجتمعَـات وَ يُتـاح لَهُم فُـرصَـه التعَـامُل الجمَـاعِي فِي مَـواقِف يستَمتِع فِيهَـا الـأَفرَاد بِوجودهـم
كَذلِك فَـإن شَغف الشَـباب بالهِـوَايه وَ ميلهِ إليهَـا يَتِيحَـان لَه فُرصَـه الظهـور على أَحسن صُـوره أثنَـاء تَبـادُل الـأفكَـار وَ الخُطط وَ الـأَسالِيب وَ الـأَهدَاف مَعـ الغير إضَـافه إلى ذّلك فَـإن الهِـوَايه تُمَكِـن الفَـرد مِـن أَن يبدو أَكبر قِيمَـه وَ أعظم قَدراً عِند الغَير حَيثُتُوفِـر لَـهُ مجَـالَـات العِلم وَ تُمَهِـد لَـهُ السَبيل إلى أَن يُصبِحـ مُبَرِزاً فِي نَـاحيه مِـن النَواحِـي وَ هـذا الـإهتِمَـام مِـن جَـانب الفَـرد وَ عملِـه يُكسِبَهُ المَزيد مِـن الثِقـه وَ التقدِير لِذَاتِـه .

3- فِيمَـا يتعَـلق بالحَـاجات العمليه وَ العقلِيه :-

فإنهَـا تُشبَعـ عَن طرِيق الحِصـول على الخِبره وَ المهَـاره وَ التريب وَ هِـذه أشيَـاء يُمكِـن للشَباب الحِصـول عَليهَـا عَن طريق ممارستِهـم للهِـوَايات فِي أَوقَـات الفَرَاغ . فقد تُصبِح هِـوَايه اليَوم هِي حِـرفه الغَـد وَ بِذَّلِك قَـد تُصبِحـ الهِـوايه وَسيله جَديده لِتحقِيق الـأَهدَاف فِي الحَـياه .
وَ حتى إذَّا لَم تَـؤد الهِـوايه بالشَباب إلى حِـرفه أَو مِهنَـه فَـإن رُوح الثِقَـه وَ الـإطمِئنَـان التي التي يَحصُـل عَليهَـا الشَباب نتيجـه القِيَـام بِهَـذه الهِـوَايات سَوف تُفيدهـم فِي مُقبل أَيامِهـم .

4- فِيمَـا يتعَـلق بالحَـاجـات الـإنفِعَـاليه :-

هُنَـالك دَوافِع أُخـرى مَكبوتَه قَـويه هِي الدَافعِيه إلى العُدوَان وَ الدَافِع هُـو القِيود التي تُوضَـع على حَـركه الـأفرَاد وَ أمـام رَغبَـاتِهم وَ أمـام رَغبَـاتِهم وَ يشعُـر الشَباب بِهـذه القِيود بِدرَجـه أَكبر مِـن غيرِهـم .

وَ الدَافِعـ إلأى العُـدوَان إذَّا مَـا عُبِر عَنه دون ضَوابِط فَـإنَهُ يظهَـرفِي صُـوره جنُـوحـ وَ تخـريب وَ دمَـار ، أمـا ضبط السِلوك فَـإنَهُ يُعَبر عَن نفسِه فِي صُـوره أُخـرى مِـن الصُـور المقبُولَـه ... فمثلَـاً فِي الـأَلعَـاب الرِيَاضِـيه إذَّا سدد كُرَه بصُـوره قَـويه أَو شَـارك فِي سِباق أَو شَـارك فِي رِيَـاضَـات الكَـاراتيه وَ الجُمـباز وَ غيرهَـا فـغنهُ سَـوفَ يُعَبِـر عَـن دَوافِعَـهُ بِصُـوره مَقبُـولَـه


وَ مِن هَذَّا يتبين أن إحـرَاز الشَباب بَعض النجَـاح فِي نشَـاط مُعين يُزَاوِلونَـهُ فِي وَقـت الفرَاغ ، يجلب لَهُـم السِرور وَ الـإرتيِـاحـ وَ يُعتبر ذَلِك فِي نفس الوَقت مُتنفَسـاً يُسَـاعِـد الشَباب على إعَـاده التَوازُن النَفسِـي الضَـرورِي لَهُـم وَ هُـو أَمـر يحتَـاجـ إليهِ كُـل فـرد إذَّا أَراد أَن يُـزَاوِل أَعمَـالَهُ وَ القِيَـام بِـوَاجِبَـاتِـهِ

بَـاركَ اللهُ فِيكُم وَ فِي أَوقَـاتِكُـم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق