بَوح الصُور

الخميس، 14 يوليو 2011

عُذرَاً حَمْزَة .. إِننَا أَقوَال وَ إِنّكَـ الـَأفعَال







لَم تَكُن الـَأرض قَد عَلِمَت بَعد ، أَن مَلـائِكة هَبطَت عَليهَا تُقَبِل جَبين الشَهِيد لِتحَمِلَ رُوحَاً ضَمهَا بَين أَضلُعَه ثَلـاثَ عَشرة رَبِيعَاً أَشرَقت كُلَهَا نُـورَاً رَبانِياً خَالِدَاً أبداً. وَ إن كَانت أَدرَكت مِن قَبل مَلَـامِح وَجه الشَمس وَاجِمَة كَأنمَا هِي تَأهبت فَأوقَدت نَفسهَا بَـاكِرَاً لِتُلهِب سِياطيها ضَمائِرَاً فَقدت إِنسَانِيتُهَا فَأرتَكبتَ أَبشَع مَا يُمكِن تَصورَه ، وَ لَعلَها إمتَنعَت عَن ذَلِكَـ إِكرَاماً لِذَلِكَـ الشَهيد فَعادت بِإذن رَبهَا بَـردَاً وَ سَلَـاما.

إهتَزت الـَأرض دُونَ أَن يَشعُرَ قَاطِنُوهَا ، فَجسدَ الشَهِيد وَ قد مُثِلَ بَه ، فَمزقَت أَوصَالَهُ وَ أُصِيبَت قَوائَمهُ يُخبِرُ عَن فَظاعة أَعيت مَن حَاول وَصفِها ، وَ أذهَلت كُل ظَالِمٍ إعتَقد يَوماً أَن بِمَقدُوره أَن يُمَزِق مَن شَاء مَتى شَاء ، دُونَمَا رَقِيب أَو حَسِيب ، وَ لَو نَطقت جَوارِحَه لَبكَت وَ تقَيأتَ وَ تفصَدت دَما ،لَكنَه الله مَن رَبطَ عَلْى قَلبِه فَصبَرهُ وَ آزرَه ، وَ إِنمَا هِي الصُورَة التَي شَاء اللهُ أَنْ تَتَجلى هَكذا لِتَكُون أَبلَغ وَ أَعمقَ تَأثِيراً لِيهتَز بِهَا عَـرشَ الظَالِم وَ تَتصَدع أرَكَـانَهُ ، وَ لِتَبُث عَزيمة وَ إصراراً لـا يَعرِف وَهناً أبدا .

ذَرفَت الـَأرَض دَمعَتي أَسى ، طَيّبتَ إِحَداهُمَا ثَـرى الشَهِيد يَوم وَداعَـه ، وَ بَقِيت الـأُخرَى عَالِقَة فَكأنمَا هِي القَمرُ أَوشكَـ أَن يُسقِطَ نَفسهُ عَلى الـأَرض لِيَحِيل ظَلَـامها نُورَا ، لَولـَا أَن رِمشَاً فِي جِفن القَدر آثَر أَنْ يَبقِيه فَحَال دُونَ ذَلِكَـ لِيسَتنِير بِه مِن أَضَـاء اللهَ بَصِيرَتِه . وَ رَفعَت المَلَـائِكَة نَعشَاً مِن تَحتِه أَيادٍ بَللهَا هَطلُ الدِمُوع ، لِيُدرِكَ الجَسد دَاراً خُصِصتَ لِنَازِلَها ، شَاء الرَحمَن أَن تَكُون رَوضَة مِن جَنَتِه وَضعَت فِي أَرضِـه

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق